من تعتقد أن يكون يسوع؟ إنه السؤال الأكثر أهمية، والذي يجب أن تجيب عليه، لأن إجابتك هي ما ستحدد اتجاه حياتك.
اقرأ حوار يسوع عن من يكون هو من هنا (متى 16: 13 - 17: 8).
من برأيك يكون "ابن الإنسان"؟
بعد أن قام يسوع بالعديد من المعجزات، وصلنا إلى مرحلة في حياة يسوع بدأ فيها يتحدث عن اقتراب آلامه وموته. لكن سأل يسوع تلاميذه أولاً: "من تعتقدون يكون ابن الإنسان؟"
كل من درس كتابات الأنبياء يعرف أن لقب "ابن الإنسان" لا يعني أي إنسان. إنها إشارة مباشرة إلى نبوة دانيال النبي عن مجيء المسيح (في دانيال الاصحاح السابع)، وقد استخدم يسوع هذا اللقب كثيراً للإشارة إلى نفسه.
تذكر التلاميذ بسرعة ما سبق وسمعوه من الآخرين... نحن أيضاً قد نتأثر جميعاً بما يقوله الآخرون، لكن يسوع سأل مرة أخرى:
"وأنتم؟ من تقولون إني أنا؟"
كانت إجابة بطرس واضحة: "أنت هو المسيح ابن الله الحي." (متى 16 : 16).
أجاب يسوع بطرس بالموافقة على إجابته والاعتراف بصحة فهمه:
"طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات." (متى 16 : 17).
"سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات"
قد وعد يسوع بطرس بأنه سوف يعطيه سلطان على الجحيم و"مفاتيح السماء". وحده الله هو من يملك مفاتيح السماء!
لكن بعد ذلك، أوضح يسوع أنه سوف يتألم ويموت. صُدم أتباعه، حيث أنه طبقاً لفهمهم البشري، سيأتي مجد الله بقوة عسكرية وسياسية عظيمة على الأرض، حسناً؟ ولكن هذه ليست خطة الله.
قال بطرس: "حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!" (16 : 22)
قال بطرس ذلك بدافع المحبة، لكن يسوع دعاه "شيطان"! (16 : 23) وانتهره قائلاً: "اذهب عني يا شيطان. أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس."
ثم قال يسوع شيئاً آخر صادم:
"إن ابن الانسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله." (متى 16 : 27)
بعبارة أخرى ، كان يسوع يدعي أنه الحاكم الأخير في يوم الدينونة. لا يمكن لأي نبي بشري أن يدعي هذه الإدعاءات عن نفسه!
مشهد التجلي: الظهور الممجد ليسوع
لكي يساعد يسوع تلاميذه على فهم هويته الحقيقية، قاد بطرس ويعقوب ويوحنا إلى الجبل ليشهدوا مشهد التجلي الرائع. كان هذا عندما ظهر الأنبياء موسى وإيليا مع يسوع، وتغير جسد يسوع تماماً وأصبح مضيئاً كالشمس.
يا له من اختبار مدهش! و لكن ماذا يعني ذلك؟
يمثل الأنبياء عهد الله الأبدي مع شعبه (الرسالة الأساسية لجميع الكتب المقدسة)، الوعد بتحريرهم من خطاياهم، لكن الأنبياء أنفسهم لم يتمكنوا من إنقاذ البشرية، بل أشارت رسائلهم إلى خطة الله: المسيح القادم - المسيح الذي وعد به الله ليكمل الذبيحة الأخيرة.
فيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا:
«هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا!» (متى 17 : 5)
تم تأكيد أقوال يسوع بأنه إله بأربع طرق:
ادعاء يسوع نفسه بأنه "ابن الإنسان" في نبوءة دانيال النبي ، وقدرته على الاحتفاظ بمفاتيح ملكوت السموات والجحيم، وقدرته على الحكم على البشرية جميعها في يوم الدينونة
شهادة تلاميذ يسوع بتجلي مجيد لهيئته وصار لامعاً كالشمس
شهادة الأنبياء القدماء عند الظهور بأن يسوع هو الذي تحدث عنه الناموس والأنبياء.
صوت من الله في السماء يعترف بأن يسوع هو الذي أرسله الله
الاعترافات الأربعة جميعها أساسية لفهمنا هوية يسوع اليوم.
كم عدد "التجاديف" التي ارتكبها يسوع؟
تؤمن بعض الأديان اليوم أن يسوع لم يقل "اعبدوني" أو "أنا الله". في الواقع، قد عبر عنها مرات عديدة وبطرق واضحة جداً لأي شخص يفهم الكتاب المقدس كشخص يهودي.
وهنا بعض الأمثلة:
- قال يسوع أنه سيكون الشخص الذي سيمنح الناس الحياة الأبدية لأن "أنا والآب واحد". (يوحنا 10)
- قال يسوع إنه سيجلس عن يمين الله في السماء (مرقس 14: 61-62)
- قال يسوع أن لديه القدرة على إحياء الموتى (يوحنا 11 : 25) - الله وحده من يمتلك هذه القدرة
- قال يسوع أن لديه السلطان لمغفرة الخطايا (لوقا 5 : 20) - الله وحده من يمتلك هذا السلطان
- قال يسوع إنه شريكاً لمجد الله حتى قبل خلق العالم. (يوحنا 17 : 5)
- قال المسيح إن أي شخص يؤمن به ستكون له الحياة الأبدية (يوحنا 6 : 40) - الله وحده هو الذي يستطيع أن يقول هذا.
- قال يسوع إن اتباعه هو الطريق الوحيد لدخول السماء (انظر التأمل السابق).
- قال يسوع إنه سيجلس على عرش الله ويشترك في مجد الله في السماء (متى 25 : 31-32). وحده الله هو من يستطيع أن يجلس على عرش الله.
- عندما سئل يسوع عن ادعاءاته ، اقتبس من إعلان داود الشهير في المزمور ١١٠ (متى ٢٢ : ٤٤) ، قاصداً أنه ليس فقط هو المسيح، ولكن أيضاً رفعه الله ليجلس عن يمين الله.
- استخدم يسوع اسم الله المقدس المعرّف لذاته "أنا هو"، وهو الاسم الذي استخدمه الله لتقديم نفسه في خروج 3 : 14 ، ليدعو به نفسه (متى 14 : 27 ، يوحنا 8 : 58 و 18 : 6-8).
كانت أقوال يسوع بأنه مساوٍ لله واضحة لدرجة أن العديد من القادة الدينيين اتهموه علناً بالتجديف وهددوا بالحكم عليه بالإعدام (وهو ما نجحوا في تسجيله في واحدة من أشهر المحاكمات في التاريخ الروماني).
إذا كنت تجادل بأن يسوع لم يزعم أبداً أنه الله، فستحتاج إلى رفض جميع السجلات التاريخية وإعادة اختراع سجلات خاصة بك.
لذا فإن السؤال الوحيد المتبقي هو: من تؤمن أن يكون يسوع؟
استجابتك: صلِّ واستمع إلى صوت الله...
1. عندما تنبأ يسوع بآلامه وموته، أصر بطرس على أن ذلك لن يحدث أبداً (متى 16 : 22). لماذا تعتقد أن يسوع دعا بطرس "شيطان" (متى 16 : 23) وقال إنه لا يهتم بما لله ولكن بما للناس فقط؟
2. هل تعتقد أن فكرتك عن خلاص الله وعن مسيحه تعتمد على خطة الله أم أقوال الإنسان؟ كيف علمت بذلك؟
3. سمع أفضل أصدقاء يسوع، وألد أعدائه أيضاً بوضوح أن يسوع يدعي أنه مساوٍ لله طوال سنوات خدمته. يعتقد الأول أنه كان يقول الحقيقة، واتهمه الأخير بالكفر. من تصدق؟ ما هو أساس اختيارك؟
مع من يمكنك مشاركة هذه القصة؟