هذا هو الجزء الثاني من رؤى وأحلام دانيال النبي. اضغط هنا للجزء 1.
اقرأ القصة من هنا (دانيال7 – 9) واستمع إلى ما يعلمك الله اليوم.
كان دانيال النبي ينتظر أن ينقذ الله شعبه ويخلصهم من المعاناة، وقد صُدم من الوقت الذي كان عليه أن ينتظر فيه تحقيق وعد الله، لكنه كان واثقاً في أمانة الله بأنه سيفي بوعده للأنبياء إبراهيم والملك داود.
لأن دانيال كان يضع ثقته في الله، منحه الله رؤى عديدة للمستقبل من بينها رؤى عن إمبراطوريات لم يكن يعرف عنها دانيال شيئاً ولكن كل ذلك تحقق بعد عصره.
كل هذه الرؤى والأحلام كانت تشير إلى المسيح له المجد - شخص ما يُدعى "الممسوح" أو "ابن الإنسان" وهو الذي أرسله الله ليخلص كل شعبه.
الوحوش والكبش والماعز
تكشف رؤى دانيال للوحوش والكبش والماعز عن إثم البشرية. حيث تمثل الوحوش سلطات وقوى الشر في هذا العالم، ملكاً تلو الآخر، وإمبراطورية تلو الأخرى، وهم لا يتسببون إلا فقط في الدمار والخراب والخداع.
أحلام ورؤى عن "ابن الإنسان"
"كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء الى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض." (دانيال 7: 13-14).
من هو "مثل ابن الإنسان" الذي يأتي مع سحب السماء ليُقدَّم أمام الله؟ يُقال أنه مثل "إنسان" لكنه نزل من السماء؟ والله يعطيه السلطان والمجد والملكوت؟ وكل الأمم والشعوب تتعبد له؟ كيف يمكن للإنسان أن يشترك مع الله في المجد والسلطان؟ لا يبدو هذا منطقياً!
ومع ذلك فإن رؤية دانيال النبي تتفق تماماً مع وعود الله للأنبياء:
أبونا آدم: ابن حواء سوف يملك القوة ليسحق رأس الشيطان (تكوين 3 :15)
ابراهيم النبي: لا يمكن أن يأتي حمل الذبيحة إلا من الله ذاته.
داود النبي: سوف يأتي من نسل داود من يؤسس مملكة الله الأبدية
اشعياء النبي: أن المسيح المرسل من قبل الله سوف يكون مثل إنسان يعذب على أيدي الناس.
صلاة دانيال
في الاصحاح التاسع، يمكننا ملاحظة أن اهتمام دانيال في محاربة الشر في العالم لم ين من خلال طرقه وأساليبه الخاصة، بل بالصلاة والتضرع إلى الله طالباً الغفران، حيث ركزت صلواته على عار البشر بسبب خيانتهم لله، وأيضاً على إخلاص الله لشعبه على الرغم من خطاياهم.
نرى في الاصحاح أيضاً استجابة الله لدانيال، فقد تكلم الله إلى دانيال ليس لأنه كان بلا خطية، بل لأنه اتضع أمام الله، واعترف بخطايا شعبه، وسعى إلى الفهم، وصلى بإخلاص من أجل خلاص العالم كله.
على الرغم من أن دانيال لم يستطع فهم خطة الله لهذه "الوحوش" بالتفصيل، إلا أنه فهم أنه لا يستحق رحمة الله ولكن رغم ذلك رحمة الله ستظل دائماً كافية له. لقد فهم قلب الله وإرادته الصالحة والعادلة.
ماذا كان جواب الله؟
أظهر الله لدانيال في حلم آخر خطته الإلهية للتكفير عن كل ذنوب البشرية من خلال تقديم الذبيحة الأخيرة. نحن لا نعرف اليوم بالضبط ما المقصود بكلمة "السبعات" (يمكن أن تعني الكلمة "أسبوع" أو ببساطة أيضاً "فترة زمنية"). هذا يعني أن دانيال لا يزال بحاجة إلى الانتظار حتى تتحقق هذه الرؤى.
لكن رسالة الله له أظهرت وعوده بشكل واضح جداً (دانيال 9:24). الله سوف:
يمحو الخطية والإثم
يصالح الأنسان
يحقق البر الأبدي
يختم الرؤيا والنبوة
يمسح قدوس القديسين
سيكون المسيح الذي وعد الله بإرساله للتكفير عن خطايا العالم موجوداً هنا على الأرض، وسوف يُدعى الممسوح (المسيح) وتكون مملكته مملكة أبدية.
استمع إلى صوت الله وصلِّ ...
1. كيف لا تزال صلاة دانيال مناسبة لحياتنا اليوم؟
2. ماذا نتعلم عن المسيح الآتي؟ لماذا تعتقد أنه من المهم أن يكشف الله هذه التفاصيل عن المسيح لدانيال النبي؟
3. قصة دانيال الشخصية رغم أنها مليئة بالألم والمعاناة والظلم في ظل إمبراطورية أجنبية، كانت جزءًا صغيراً من خطة الله العظيمة. ماذا تعلمنا الرؤى والأحلام التي أعطاها الله له عن الله وخطته العظيمة لخلاص البشر؟
4. كيف يمكنك التجاوب مع الله؟ ما الذي يمنعك؟
5. مع من يمكنك مشاركة هذه القصة؟